اخبار أمريكا – ربما يتراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة بسرعة، ولكن هناك مجال واحد يستمر في إنهاك ميزانيات الأميركيين، وهو الارتفاع العنيد في أسعار المواد الغذائية.
حيث كان ارتفاع تكاليف المواد الغذائية أحد العوامل المساهمة في تقرير التضخم الأكثر سخونة من المتوقع يوم الثلاثاء، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 0.4% في يناير مقارنة بديسمبر، وهي وتيرة أسرع من الارتفاع الإجمالي بنسبة 0.3% في مؤشر أسعار المستهلك.
ويقيس مؤشر أسعار المستهلكين، وهو عبارة عن سلة من السلع والخدمات التي يشتريها الأمريكيون عادة، نوعين من مشتريات المواد الغذائية والبقالة و”الطعام خارج المنزل”، وكلاهما آخذ في الارتفاع، لكن أسعار الطعام في المطاعم ترتفع بوتيرة أسرع، حيث قفزت بنسبة 5.1% على أساس سنوي مقارنة بزيادة قدرها 1.2% في تكاليف البقالة.
وقد تكون أي زيادة في أسعار المواد الغذائية مؤلمة بشكل خاص للمستهلكين الأميركيين، نظرا لأن أسعار المتاجر الكبرى أصبحت الآن أعلى بنسبة 25% عما كانت عليه في يناير 2020.
ويمكن ربط السبب وراء سيطرة التضخم العنيدة على أسعار المواد الغذائية بعدد من القضايا، بدءاً من ارتفاع تكاليف العمالة في الشركات المصنعة التي تتدفق إلى المستهلكين، إلى انخفاض أعداد الماشية إلى مستويات غير مسبوقة والتي تؤدي إلى ارتفاع تكلفة لحوم البقر وشرائح اللحم.
لكن بعض خبراء السياسة يرون قضايا أخرى مؤثرة: فهم يزعمون أن الشركات تعمل على زيادة الأسعار لأنها تستطيع ذلك ببساطة، وحذر الرئيس جو بايدن الشهر الماضي من أن الشركات “تسرق الناس” من خلال مزيج من التلاعب في الأسعار و”الجشع” والانكماش.
ما الذي يسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية؟
في الواقع، كانت خمسة أنواع من المواد الغذائية مسؤولة عن 30% من تضخم أسعار البقالة في السنوات الأخيرة، حسبما وجدت مؤسسة الأبحاث ذات الميول اليسارية Groundwork Collective في تقرير صدر في فبراير، وهذه الأنواع هي: لحم البقر ولحم العجل والدواجن والعصائر والمشروبات غير المجمدة وغير الغازية والفواكه والخضروات الطازجة والوجبات الخفيفة.
حيث قفزت لحوم البقر ولحم العجل بنسبة 7.7% الشهر الماضي، وأظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين أن المشروبات غير الغازية المجمدة مثل عصير البرتقال ارتفعت بنسبة 29% الشهر الماضي على أساس سنوي، في حين ارتفعت المشروبات غير الغازية غير المجمدة بنسبة 4.2%.
وفي الوقت نفسه، يشعر الأمريكيون أيضًا بالارتباك عندما يخرجون لتناول الطعام، حيث قفزت أسعار الوجبات السريعة بنسبة 5.8% في يناير مقارنة بالعام السابق.
