اخبار أمريكا – نظرًا لأن العقارات في الولايات المتحدة لا تزال قوية على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، يتوقع محللو السوق أن أزمة الإسكان القادمة ستتمحور حول الأمريكيين المحرومين من ملكية المنازل.
حيث قال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في Moody’s Analytics ، وهي شركة أبحاث مقرها مدينة نيويورك: “هذه هي مشكلتنا الكبرى في المستقبل، لن يكون هناك انهيار في أسعار المساكن، وأعتقد أن الشباب سيواجهون قدرًا كبيرًا من الصعوبة “.
كما قالت نيكول باشود ، الخبيرة الاقتصادية في Zillow ، وهي شركة سوق عقارات تكنولوجية في سياتل بواشنطن: “كان لدينا عدد قليل جدًا من المنازل والكثير من الأشخاص الذين كانوا يحاولون شرائها”.
وأشارت إلى أن شراء منزل أصبح أكثر تكلفة في الآونة الأخيرة حيث رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لمحاربة التضخم الجامح، كما اقتربت معدلات الرهن العقاري لمدة 30 عامًا مؤخرًا من 6 في المائة بعد انخفاضها إلى 2.65 في المائة في يناير 2021.
إليك خمسة أشياء يجب معرفتها عن أزمة سوق الإسكان في أمريكا:
1. من غير المتوقع حدوث انهيار في قطاع الإسكان مثل الذي شهدناه في الأزمة المالية 2007-2008:
أوضح زاندي من Moody موديز أنه في عامي 2005 و 2006 ، أقرضت البنوك الأمريكية الأموال للمقترضين مع درجات ائتمانية منخفضة للغاية، وقام المقترضون بالتسجيل للحصول على قروض عقارية قابلة للتعديل لمدة عامين، مما يعني أن أسعار الفائدة سترتفع بعد عامين بسبب ضعف الائتمان، كما ساد الاحتيال من قبل سماسرة الرهن العقاري والمثمنين ووكلاء العقارات لتأمين القروض.
و أدت أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر إلى زيادة حالات التخلف عن السداد وفي النهاية انخفاضات كبيرة في الأسعار، حيث تم تجميع هذه الرهون العقارية في أصول مالية أو أوراق مالية قابلة للتداول وبيعها في السوق العالمية.
وقال باشود من Zillow: “الأشخاص الذين يمتلكون منزلًا في الوقت الحالي لديهم قروض عقارية منخفضة جدًا، فهم ليسوا قلقين بشأن القدرة على تحمل التكاليف، نحن نشهد أزمة في القدرة على تحمل التكاليف مع محاولة الناس الوصول إلى ملكية المنازل، هذا هو الفارق الكبير بين هذا السوق وما حدث في 2008-2009”.
2. أسعار المساكن لن تنخفض:
وفقًا لـ Zillow، يبلغ متوسط سعر المنزل في الولايات المتحدة 350 ألف دولار، بزيادة 20.7 في المائة عن العام الماضي.
وقال باشود: “كثير من الناس يفكرون لقد رأينا الكثير من الارتفاع في الأسعار ويجب أن تنخفض، ولكن ما نراه حقًا هو أن الأمور بدأت للتو في تحقيق التوازن بشكل أسرع قليلاً مما كنا نتوقعه إذا لم ترتفع أسعار الفائدة بهذه السرعة”.
3. سيكون الناس أقل رغبة في بيع منازلهم الآن:
قال الخبراء إنه من المتوقع أن يظل ارتفاع أسعار المنازل في خانة العشرات على الأقل حتى نهاية عام 2022، وحاليًا ، يبلغ التقدير السنوي للمنزل 17 بالمائة وفقًا لمعهد أمريكان إنتربرايز، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن العاصمة.
وأضاف باشود: “تقدير قيمة المنزل بنسبة 10 في المائة سيبدو مختلفًا كثيرًا عن نسبة 20 في المائة التي شهدها أصحاب المنازل في العامين الماضيين، و نتيجة لذلك قد تقل احتمالية بيع الناس لمنازلهم”.
4. قد يكون الحلم الأمريكي بامتلاك منزل بمثابة حلم بعيد المنال بالنسبة للشباب:
جيل الألفية الذين ولدوا بين عامي 1981 و 1996، محرومون من ملكية المنازل بسبب نقص المساكن المتاحة وزيادة الأسعار وركود الأجور والديون الطلابية المرتفعة.
وقال باشود من Zillow: “يواجه الشباب صعوبة في الادخار للدفعة الأولى ، وعادة ما تكون من 5 إلى 20 في المائة من سعر الشراء”.
ومع ارتفاع معدلات الفائدة اليوم، فإن مدفوعات الرهن العقاري الشهرية أعلى بنسبة تزيد عن 50 في المائة عما كانت عليه قبل عام، ولذلك لا يستطيع الشباب ببساطة التنافس مع المستثمرين الأثرياء.
5. هناك الكثير من عدم اليقين في الوقت الحالي:
دخل مؤشر S&P 500 سوقًا هابطة في عام 2022 بعد أن عانى من أسوأ ستة أشهر له منذ عام 1970، وانخفضت العملات المشفرة، حيث خسرت أكبر عملة رقمية في العالم، بيتكوين، أكثر من 55 في المائة هذا العام.
كما أن قضايا سلسلة التوريد والحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى تفاقم ارتفاع تكاليف الغذاء والبنزين، تجعل الأمريكيين حذرين وحذرين بشأن عادات إنفاقهم، وتؤثر هذه العوامل أيضًا على قرار الشخص بإجراء عملية شراء كبيرة مثل شراء منزل.
