أخبار أمريكا– منذ 14 عامًا، انتقل مايكل بوردينارو، وهو وسيط عقاري في ميامي بيتش من ولاية إلينوي إلى جنوب فلوريدا ولم يندم على ذلك أبدًا، ولكن وفقًا لمايكل، ما بين 40% إلى 50% من المشترين الذين ينتقلون إلى فلوريدا ينتهي بهم الأمر بالرحيل بعد سنوات قليلة.
ويضيف بوردينارو أن المزيد من الوافدين الجدد يشعرون بخيبة أمل من نمط الحياة في فلوريدا أكثر مما كان متوقعًا.
ويقول: “يأتي الكثير من الناس لقضاء إجازة لمدة أسبوع أو أسبوعين، ويعتقدون أن حياتهم ستكون هكذا كل يوم.”
يقدم مايكل بوردينارو، تحذيرات للراغبين في الانتقال إلى فلوريدا من خلال فيديوهات يوتيوب ينشرها يومياً لمتابعيه البالغ عددهم 57700 شخصًا.
وتأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي لا تظهر فيه فلوريدا التي شهدت زيادة كبيرة في عدد السكان خلال جائحة كورونا أي علامات على تباطؤ النمو.
فقد ارتفع عدد سكان فلوريدا إلى أكثر من 22 مليون شخصاً بين يوليو 2021 ويوليو 2022، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء.
وفي مقابلة مع موقع Insider، كشف بوردينارو عن أهم علامات التحذير التي يجب على الأشخاص معرفتها قبل الانتقال إلى فلوريدا.
1. الطقس القاسي:
يواجه الوافدون الجدد إلى فلوريدا صعوبة في التكيف مع الطقس القاسي في الولاية، ففي كثير من الأحيان، لا يتوقعون شدة الأعاصير والأضرار التي تلحق بالممتلكات، كما أن الحرارة والرطوبة العالية التي تعاني منها الولاية على مدار العام تقريبًا تشكل مشكلة أخرى.
يقول بوردينارو: “لا يتوقع الناس هذه الحرارة لفترة طويلة، وليس هناك راحة، الجو حار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، سبعة أشهر في السنة.”
2. وظائف منخفضة الأجر:
الأجور المنخفضة من أكبر المشكلات التي تواجهها فلوريدا، حيث تثير استياء السكان المحليين والوافدين الجدد على حدٍ سواء، ويقول بوردينارو: “تدفع الوظائف في فلوريدا رواتب أقل بكثير مما تدفعه في أماكن أخرى لنفس الوظيفة”.
ويعزي ذلك إلى عدم وجود ضريبة دخل على مستوى الولاية، مما قد يدفع أصحاب العمل إلى الاعتقاد بأنهم يستطيعون دفع أجور أقل للموظفين لأنهم سيأخذون إلى وطنهم المزيد من رواتبهم.
3. أسعار المنازل والإيجارات الباهظة:
تشكل أسعار المنازل والإيجارات المرتفعة في فلوريدا عبئًا كبيرًا على السكان، سواء كانوا محليين أو وافدين جددًا، ويشير بوردينارو قائلاً : “تعتبر تكلفة العقارات في الولاية مرتفعة للغاية، حتى أنها قد تعد مثيرة للقلق”.
ويضيف: “شهدت جنوب فلوريدا معدلات تقدير أعلى بكثير من المتوسط الوطني، فقد ارتفعت الأسعار في بعض المناطق بنسبة 20% سنويًا خلال العامين الماضيين”.
4. أزمة المناخ التي تلوح في الأفق:
يشكل تغير المناخ تهديدًا خطيرًا على مستقبل فلوريدا، حيث يهدد ارتفاع المد والجزر العديد من المناطق الساحلية في الولاية.
من جانبه ينوه بوردينارو إلى أن: “معظم فلوريدا لا تقع أعلى بكثير من مستوى سطح البحر، فخلال 30 عامًا، قد لا تتمكن من العيش في مكانك بعد الآن، سواء كنت تحاول التقاعد أو بدء حياة جديدة.”
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ترتفع أقساط التأمين على العقارات في فلوريدا بشكل كبير، فمع ارتفاع منسوب مياه البحر، أصبحت العديد من المنازل في جنوب فلوريدا أكثر عرضة لخطر الكوارث، مما يجعل تأمينها أكثر تكلفة.
5. الازدحام المروري:
ازدحام المرور من أكبر المشكلات التي تواجه سكان فلوريدا، خاصة في المدن الرئيسية مثل ميامي، ويعقب بوردينارو: “يصبح الازدحام في الطرق الرئيسية سيئًا للغاية، خاصة خلال ساعة الذروة، لقد أصبحت مكتظة”.
تحاول ميامي التخفيف من مشكلة المرور من خلال إنشاء المزيد من الممرات والمخارج الجديدة، لكن أعمال الطريق الجارية تفاقم المشكلة مؤقتًا.
6. الجيران غير ودودين:
يعرب بعض سكان فلوريدا الأصليين عن قلقهم من أن يؤدي تدفق الوافدين الجدد من المدن الكبرى، وخاصة من الولايات ذات الميول الليبرالية، إلى تغيير طبيعة الولاية.
يخشى هؤلاء السكان أن تفقد فلوريدا طابعها الخاص وتصبح أكثر تشابهًا مع المدن التي غادرها الوافدون الجدد، وتشمل مخاوفهم زيادة الازدحام والضوضاء، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتغيير القوانين والسياسات المحلية نحو اليسار.
