أخبار أمريكا – بلغت تكلفة عبوة الأنسولين 25 دولار في عام 1995 عندما كان كريس نوبل يبلغ من العمر 5 سنوات، وكان نوبل قد تعلم التعامل مع إصابته بمرض السكري من والديه وأطبائه، وبعد ثلاثة عقود قال نوبل إن عبوة الأنسولين نفسها أصبحت تكلف أكثر من 300 دولار، بزيادة قدرها 12 ضعفا.
كما صرح نوبل بأن عبوة الأنسولين مهمة للغاية وأنه لا يستطيع العيش بدونها، في حين قال مدافعون عن الرعاية الصحية بأن الأنسولين أصبح رهينة لنظام الرعاية الصحية الأمريكية الذي لا يسمح بالقيام بالإصلاحات اللازمة.
والآن مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية العديد من براءات اختراع الأنسولين، تتطلع ولاية كاليفورنيا إلى تصنيع عقار خاص بها وبيعه بسعر أرخص.
ووافق المشرعون في الشهر الماضي بعد عدة سنوات من البحث على تخصيص 100 دولار للمشروع، حيث ستخصص 50 مليون دولار لتطوير ثلاثة أنواع من الأنسولين بينما ستستخدم الأموال المتبقية للاستثمار في منشأة للتصنيع.
وفي الوقت الحالي لا يزال لدى الحاكم غافين نيوسوم ومشرعي الولاية الكثير من التفاصيل للعمل عليها، بما في ذلك التعاقد مع شركة خاصة للقيام بمعظم العمل.
كما أن هذه لن تكون المرة الأولى التي تصنع فيها كاليفورنيا أدوية خاصة بها، إذ حصلت إدارة الصحة العامة في الولاية على منحة فيدرالية عام 1990 لتطوير علاج في الوقت الذي أصيب فيه الأطفال الرضع بحالات تسمم بسبب مرض نادر يصيب الأمعاء الغليظة.
ومنذ أن حصلت كاليفورنيا على موافقة فيدرالية للعلاج في عام 2003 استمرت بتصنيع أدويتها الخاصة، إلا أن سوق علاج التسمم الغذائي للرضع كان ضيقاً ما اضطر الولاية إلى رفع الأسعار حيث تبلغ تكلفة إحدى دورات العلاج أكثر من 57.000 دولار.
وفي هذه الأثناء يحتاج حوالي 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة لعقار الأنسولين لعلاج مرض السكري، إلا أن سوق الأنسولين ضيق جداً في الوقت الحالي حيث تنتج ثلاثة شركات فقط معظم الأنسولين في العالم.
من جهتها صرحت كاسيا ليبسكا الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة Yale بأن النظام الطبي الأمريكي هو ما يجعل تكلفة الأنسولين أعلى بكثير من معظم البلدان الأخرى، حيث تستفيد المزيد من الشركات من السعر المرتفع.
من جهة أخرى قال أنتوني رايت المدير التنفيذي لمجموعة Health Access California إن السبب وراء عدم دخول المزيد من الشركات إلى سوق الأنسولين هو أنها إذا فعلت ذلك فإن الشركات المصنعة الحالية ستنافسها بشدة، الأمر الذي سيجعل تلك الشركات غير قادرة على تعويض استثماراتها.
لكن ولاية كاليفورنيا في وضع مختلف لأنه بغض النظر عن بيع الأنسولين فإنها تشتري هذا المنتج كل عام لملايين الأشخاص ضمن خططها الصحية الممولة من القطاع العام، وهذا يعني أن الحكومة ستستمر في الاستفادة من الأرباح حتى مع تخفيض أسعار الأنسولين في كاليفورنيا.
وعلى الرغم من ذلك لا يوجد ضمان حقيقي لنجاح خطة كاليفورنيا ويعود السبب في ذلك إلى أن شركات التأمين قد لا تغطي منتجات الأنسولين ما يزيد من صعوبة حصول المرضى عليها، حيث قالت سارة سوتون مديرة الشؤون العامة للبحوث الصيدلانية إن الفكرة الأفضل هي أن تركز كاليفورنيا على الحلول المنطقية للتعامل مع الدور الذي يلعبه مديرو منافع الصيدلة في تسعير الأنسولين.
اقرأ أيضاً: مسؤولو الصحة في نيويورك وكاليفورنيا يدقون ناقوس الخطر بسبب انتشار جدري القرود
