كيف أدى خطأ فادح في الخرائط إلى تغيير مظهر الولايات المتحدة لعقود؟

أخبار أمريكا– كاليفورنيا، الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة، موطن لحوالي 40 مليون نسمة، وتقع في أقصى غرب الولايات المتحدة، كما تمتد من حدود ولاية أوريغون شمالًا إلى نيفادا وأريزونا شرقًا، وباجا كاليفورنيا جنوبًا.
لكن ماذا لو قلت لك أن كاليفورنيا لم تكن دائمًا جزءًا من البر الرئيسي للولايات المتحدة؟ قد يبدو ذلك غريبًا، لكن في الواقع، اعتقد الكثير من الناس في الماضي أن كاليفورنيا كانت جزيرة منفصلة، فقد كان هذا الاعتقاد قويًا لدرجة أنه ظهر في مئات الخرائط القديمة.
رغم كونها خاطئة تمامًا، إلا أن نظرية انفصال كاليفورنيا عن البر الرئيسي لأمريكا حيرت رسامي الخرائط في العالم خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.
يمكننا تتبع أصل فكرة جزيرة كاليفورنيا إلى أوائل القرن السادس عشر، فقد أشار المؤلف القشتالي غارسي رودريغيز دي مونتالفو إلى كاليفورنيا على أنها جزيرة في كتابه “Las Sergas de Esplandián” الذي نشر عام 1510.
بعد عامين من اكتشاف كاليفورنيا، سافر الفاتح الإسباني هيرنان كورتيس إلى شبه الجزيرة في محاولة لإنشاء مستعمرة هناك، وأطلق على هذه المستعمرة اسم سانتا كروز، لكنه واجه صعوبات كبيرة أدت إلى استسلامه بعد عدة سنوات.
على الرغم من جهود كورتيس، إلا أنه يرجح أن المعلومات المحدودة التي كانت لديه عن شبه الجزيرة هي التي أدت إلى تسميتها كاليفورنيا، استوحى هذا الاسم من الشخصية الأسطورية الملكة كالافيا التي ظهرت في رواية مغامرات إسبلانديان.
أدت نظرية جزيرة كاليفورنيا إلى رسمها كجزيرة في مئات الخرائط خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وصحح هذا الخطأ بعد نشر خريطة الأب أوزيبيو كينو عام 1701.
استغرق تصحيح الخرائط القديمة ما يقرب من قرن من الزمان، إذ وضع حد نهائي للنظرية عام 1747 عندما أعلن الملك فرديناند السادس ملك إسبانيا أن كاليفورنيا ليست جزيرة.